Historické hroby Ázár v Sýrii
Následujicí článek je převzat od syrských novin al Thawra ze dne 14.07.2013 a bude přeložen do českého jazyka v nejblížší době.
مقابر عازار الفريدة .. تنوع أثري يعود لأواخر القرن الثاني
في سورية
الأحد 14-7-2013
اشراف :براء الأحمد
في منطقة مغمورة بكثبان الرمال في السهل الممتد بين مدينة طرطوس ومنطقة عمريت الأثرية إلى الجانب الغربي من طريقها العام عثر على هذه المدافن التي يعتقد أنها مدافن لأهل عمريت و أرواد ,
تعود في تاريخها لأواخر القرن الثاني الميلادي وهي تشمل الفترة الفينيقية و الهلنستية و الرومانية. تحتوي على ثلاثة نماذج متجاورة للقبور منفردة ذات لحود حجرية ومنفردة ذات توابيت فخارية ومدافن عائلية أو جماعية. تميزت بمداخلها الفريدة وفيها توابيت مختلفة ومتنوعة ضمت الجواهر والذهب والأحجار الكريمة والتماثيل.
تشير المعلومات أنها كانت لأقوام غنية مكنتها أوضاعها الاقتصادية من تشييدها على هذا النحو حيث استهلكت الكثير من الجهد والزمن لبنائها فهي تجسد إيمانهم بخلود حضارتهم واعتقادهم بأنها المعبر إلى الحياة الأبدية.
الموقــــــــــع
تقع مقابر عازار إلى الجنوب من طرطوس وتبعد عنها 5 كم , وعن عمريت القديمة 2 كم باتجاه الشمال وعن شاطئ البحر نصف كيلو متر, يتراوح ارتفاعها بين (3 – 5 ) أمتار,مقابل جزيرة أرواد التي يعتقد أنها تعود لسكانها, لأن مساحة الجزيرة المحدودة لا تسمح بإنشاء مثل هذه المدافن ولعدم مشاهدة أي أثر لمدافن في الجزيرة معاصرة لعهد المدافن تلك (زمن العصر الروماني القديم ) , وذلك حسب دراسات قام بها العالم الأثري أرنست رينان عام 1862, كما لم تكتشف آثار لمدينة ممكن أن تعود إليها مقابر عازار .
قصة الاكتشاف
لم يعرف من أين جاءت هذه التسمية للمنطقة , إلاّ إن الناس كانوا يتناقلون اسم مقابر عازار من جيل إلى جيل.أما اكتشافها فكان أثناء تشييد مرفأ طرطوس منذ عام 1965, عندما كان القائمون على التشييد ينقلون الرمال من تلك المنطقة , ولم يكن يعلم أحد إن تحت تلك الرمال ترقد مقبرة ممتدة لمسافة غير محدودة . فكلما ازداد نقل الرمال هناك كانت تظهر معالم جديدة من المقبرة. لهذا السبب قامت المديرية العامة للآثار و المتاحف آنذاك بإيفاد المختصين والقيام بالتنقيب و بدراسة المكان.
مدافن عازار التاريخية
تعود إلى فترات تاريخية متعددة امتدت من الفترة الفينيقية وحتى الفترة الرومانية مروراً بالفترة اليونانية، وقد لاقت هذه المدافن اهتماماً كبيراً من المديرية العامة للآثار والمتاحف كما سبق، وأجرت فيها العديد من مواسم التنقيب .أدى ذلك إلى كشف مجموعة من المدافن الجماعية والقبور الفردية، وهي عادية لا تبدو عليها آثار الفخامة.
عثر في عدد منها على توابيت رصاصية مزينة بـ «عناقيد العنب» و «آلهة النصر» أو «ربة النصر»، وعثر في بعضها الآخر على توابيت عادية لا يوجد على وجهها أي مظاهر أو دلائل التي تسر عين الناظر أو تشده إليها، وقد فسر هذا بحسب رأي الباحث «أرنست» أن احترام الميت لا تترجمها الإشارات أو المظاهر الخارجية على التابوت، وإٍنما تجلى احترامه في الأشياء الفاخرة الموضوعة داخل هذه التوابيت، مثل الجواهر ووريقات ذهبية تأخذ شكل النظارات على العيون، وعصابة الرأس الذهبية.
لمحة وصفية
- المقابر المكتشفة التي تزيد مساحتها عن 12هكتاراً كانت محفورة ضمن طبقة صخور رملية سهلة النحت تمتد على طول الشاطئ . ذات أنواع عديدة فردية مزدوجة و عائلية تعود إلى أواخر القرن الثاني و مطلع القرن الثالث بعد الميلاد ومنها ما يعود إلى العصر الفينيقي(مكتشف حديثا) , متأثرة بمدافن عمريت المتقدمة عنها بما لا يقل عن سبعة قرون .
- النظام المعماري التي أقيمت على منواله كان واحداً تقريباً باختلافات بشكل السقف, والقبور العائلية مثلا تضم طابقين أو ثلاثة ذات سقف هرمي أو سنمي يدلف إليها بواسطة باب حجري محكم الإغلاق يفتح بالسحب للأعلى ثم إلى درج غير منتهي النحت و تضم غرفتين خصصت الداخلية منها لدفن رب العائلة و المتقدمة منها تضم ستة قبور ثلاثة منها في كل جانب لأفراد الأسرة . فالذين كانوا يدفنون ضمن توابيت خشبية أو رصاصية يبدون كأنهم عائلة متماسكة حتى في العالم الثاني متمسكة بآمال الخلود في بيت الأبدية.. كما سماها التدمريون.
وجد حول المدافن بعض التماثيل , و اللقى مثل الطوس النادرة و القدور الفخارية ,و بعض الوريقات الذهبية و قوارير العطور و حلي النساء و الأحجار الكريمة و أدوات أصحاب المهن التي كانت تقدم كهدايا للمتوفين..
أنواع وأشكال المدافن
تتألف المقبرة من ثلاثة أنواع من القبور:
– القبور المنفردة ذات اللحود الحجرية .
– القبور المنفردة ذات التوابيت الفخارية .
- المدافن العائلية .
- نماذج أخرى من القبور كشفتها التنقيبات الحالية.
- المدافن المنفردة
يبنى القبر المنفرد من الأحجار الرملية الكبيرة ويغطى بمثلها . وهي توجد بين المدافن الأخرى وقد عثر في أحدها على هيكل عظمي كامل وهي مهددة اليوم بالتدمير أثناء الحفر لإزالة القمامة بالجرافات .
- المدافن المنفردة ذات التوابيت الفخارية
تمَ العثور على قبرين متجاورين وكانت جثة المتوفى موضوعة ضمن التابوت وهي مغلَفة بطبقة من الجبس, هذه الملاحظة لم يشابهها في المقابر الأخرى كمقبرة أم حوران وحمص وتدمر.
- المدافن العائلية: تتألف من درج منحوت في الصخر يؤدي إلى المدفن, وبهو داخلي على شكل مربع وحول البهو معازب مؤلفة من طابقين, في كل طابق ثلاثة قبور من كل جهة , يدفن بداخلها المتوفون ضمن توابيت خشبية أو رصاصية وعثر على بقايا التوابيت الخشبية المتآكلة .
وسقف المدفن من الحجارة المنحوتة بشكل قوس , هذه السقوف انهار بعضها بسبب جرف الرمال بالجرافات .أما الباب الرئيسي فهو منحوت من حجر مربع مقاييسه (107-109 سم ) , نحتت عند صفحته العلوية قناة نصف مستديرة تتصل بثقبين عند طرفه العلوي لتتلقى حبل الرفع
- تبين أن المدفن الذي وجدت فيه التوابيت الرصاصية يعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد .
وقد عثر في أحد القبور على هيكل عظمي لمتوفى طاعن في السن دفن ضمن تابوت خشبي متآكل وعند أول القبر جرة فخارية مخروطية سطحها متعرج وعنقها مرتفع .
- تمّ العثور على مدفن فينيقي عائلي كبير الحجم والمساحة محفور بالصخر، ويعود إلى القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد، يولج إليه بواسطة درج يصل إلى بهو تتوزع على جوانبه ثلاثة وثلاثون معزباً، والمعزب هو عبارة عن غرفة صغيرة محفورة بالصخر مخصصة لوضع التابوت، بعضها تم الدفن فيها بواسطة توابيت خشبية تلفت بسبب الزمن والرطوبة، والبعض الآخر تم الدفن فيها بواسطة توابيت فخارية اٍنسيابية الشكل، ومصنوعة بشكل جيد، ومتأثرة بالفن المصري و التدمري والقبرصي، وذلك واضح في غطاء الرأس وزهرة اللوتس والأقراط وتسريحة الشعر والعيون والشفاه بنوعيها النافرة منها والمقلوبة، ما يدل على أنها من نفس الفترة الزمنية ومن مدرسة واحدة ومشغل واحد، في حين أن كافة الوجوه تعلوها ابتسامة غير مبالية، تشير لاستقبال الموت برضا واطمئنان وعدم الخوف.
اللقى الأثرية المكتشفة
تعود لقى مدافن (عازار) إلى أواخر القرن الثاني ومطلع القرن الثالث بعد الميلاد. من بين اللقى المكتشفة قاعدة نقش عليها ثلاثة عشر سطرا باليونانية ,تنص (بقرار من مجلس الشيوخ قدم هذا التمثال لمرفأ صيادي الأرجوان المقيمين في المدينة تعبيرا عن تكريمهم ورعايتهم).
- تمَ العثور على تمثال رخامي متوسط الحجم للإله باخوس خلال عملية نقل الرمال وهو عاري الجسد ويحمل بيده اليسرى ثوبه الفضفاض المتدلي حتى قدميه مع عنقودين من العنب يضمهما إلى صدره وينقصه الرأس وهو حاليا في متحف طرطوس .
عرض هذا التمثال مع مجموعة من المكتشفات المحلية في قاعات المعرض الذي أعد في دمشق خلال انعقاد مؤتمر الآثار الكلاسيكية عام 1969 .
- وجدت أنواع أخرى من اللقى بجوار المتوفين في المدفن مثل (الطقوس الحديدية النادرة – القدور الفخارية ذات السفوح المتعرجة – الأواني النحاسية – الوريقات الذهبية – ومشبك موشح بالذهب ) , وقد وفرت هذه اللقى التعرف على مختلف الصناعات التي ملئت بها متاحف العالم .
التماثيل الحجرية
- تم العثور على تماثيل وتوابيت حجرية تعود إلى القرن الخامس قبل الميلاد أثناء عمليات ترحيل الأتربة والرمال ،مثل تمثال من المرمر بشكل طفل عار ممتلئ الجسم ناقص الرأس يحمل بيده اليسرى عنقودين من العنب ورداء يتدلى على شكل شلال ماء، وقد تم العثور على تابوت حجري ذي رأس منحوت من ذات الحجر البركاني المعروف في «صافيتا»، إضافة إلى تابوتين مماثلين من المرمر.
- بعض التماثيل التي عثر عليها متأثرة بالفن القبرصي، ولقد استعمل الحجر الفخاري في بعض التماثيل والتوابيت آنذاك لتوافره ورخص كلفته والعمل به، والدلالة على ذلك رؤية الطوق الموجود في عنق بعض التماثيل، إضافة إلى الأقراط وتسريحة الشعر التي لاقت عناية خاصة أيضاً.
أعمال التنقيب في الموقع
يقوم فريق تنقيب مختص بعمليات التنقيب منذ عام /1996/ م ,وقد أسفرت عمليات التنقيب الموسمية على اكتشاف درج منحوت في الصخر الكلسي يقع ضمن جرف صخري كبير في منطقة مدافن عازار يتكون من 14 درجة في الزاوية الشمالية الغربية من الجرف، وبقايا لأحواض صغيرة منحوتة في الصخر، وجرن حجري دائري الشكل في القسم الشرقي من هذا الجرف يرتكز على قاعدة حجرية متخربة في جزئها الشرقي والجنوبي الشرقي يعتقد أن يكون تابعاً لمعصرة، بالإضافة إلى حجر دائري عليه إفريز على كامل المحيط لتسهيل مرور السائل منه. وقد عُثر على ثلاثة حجارة كبيرة متوضعة في غير مكانها وعليها ثقوب مختلفة إلى الغرب من المعصرة ما يدلّ على أنّ الموقع تعرض للعبث في الفترات القديمة.
كما عُثر في الموقع نفسه على بعض القطع الفخارية والزجاجية، وسراج فخاري، وبعض الأدوات البرونزية.
baraaalahmad@gmail.com